+91 9911598954 [email protected]

الأيام في المدرسة

Category : Latest
June 28, 2023

بلال احمد مصباحى

جادہ جادہ چھوڑجاؤاپنی یادوں کے نقوش

آنے والے قافلوں کے رہنما بن کر چلو

لقد طُبعت ملامحُ هذا البيت في ذاكرتي منذ طفولة أظفاري و مازال حتى اليوم، ولِمَ لا إذ أنه من أبرز الأبيات التي كانت منحوتةً من أعلى جدران الجامعة بأحرف غامقةٍ ملوّنةٍ – إلا أنه لم أتمكنْ من معرفة معناه إلا بعد مُضيِّ عدة أشهر من وصولي إلى الجامعة عندما شَرَحه الاستاذ زبير احمد رحمه الله تعالى ـ

دعوني أتذكر عام ١٤١٣- إنه كانت غرة شهر شوال لما غادرتُ بيتي ووالدي و أخواتي و إخوتي وزملائي لأول مرة لطلب العلم خارجَ نطاق العائلة- وكنت في غاية الحماسة والابتهاج بطبيعة قوية كطبيعة الموج في المد المرتفع – فإني أولا كنت مولَعا بالدراسة و ثانيا كنت أرغب في تلبية رغبات أبويَّ الّذَين كانت لهما رغبةٌ شديدةٌ أن يُعلّمان الدراساتِ الدينيةَ و أكونَ مسلحا بالتربية الاسلامية كذلك ـ

ففي يوم من شوال سنة ١٤١٣ استعد ابنُ عمي للسفر إلى الجامعة و أنا أيضا شمّرتُ عن السفر معه- و كان ابن عمي من خرّيجي جامعة الفلاح وكان من زملائه محمد آصف المعروف ب” گڈو بھائی” وهو ابن رئیس مجلس الادارة للجامعة السابق الشيخ كليم الله رحمه الله – لما وصلنا إلى الجامعة عَلِمنا بأنها مقفولة و لما تُفتحْ بعد العطلة السنوية فأخذني ابن عمي إلى بيت صديقه محمد آصف و مكثنا هناك حوالي ساعتين متحدثين عن الجامعة و أهدافها ودراستها و سكنها و ثقافتها وغير ذلك و أُخبرنا أن بداية الدراسة بعد أسبوع، ثم رجعنا الى قريتنا مُزمِعين ان نعود بعد أيام ـ

فمرة أخرى تقريبا بعد عشرة أيام أنا سافرت مع أبي ومعنا كان ابن خالي الأخ مشتاق الذي كان أيضا متطلِّعا للالتحاق بهاـ من الجدير بالذكر أنه خلال الأيام العشرة التي قضيتها في قريتي بعد عودتي من الجامعة ، أقنع والدي خالي بتوجيه ابنه مشتاق إلى الجامعة للدراسة معي فلبَّى دعوته وأرسله معنا للالتحاق بها- فجهّزنا بجهازنا ووصلنا إلى الجامعة و تم الاختبار نفس اليوم ثم تم قبولُنا في الفصل الخامس للإبتدائي ـ

و بعد أن استكملتْ إجراءاتُ الالتحاق ، ودَّعَنا والدي و تركَنا في الجامعة وارتحل – وكنا فرحين نرتع ونلعب وندرس مع الأطفال ولكن  لم يكن الأمرُ كما كنت أتوقّع وأظن ـ

  فما إن مضى من يومين حتى اكتئبنا و تعِبنا من البيئة المقيدة هناك و جعلنا نتذكر الأيام الماضية في قريتنا و حياتنا الحرة مع عائلتنا و زملائنا وكنا نشعَر بالحنين إلى الوطن بشدة، لم نكنْ نحب العيش هناك و لا الأكلَ و لاالشربَ و لاالبيئةَ المحبوسةَ المليئة بالقيود (بالنسبة لنا آنذاك)- كانت أصبحتِ الحياةُ صعبةً للغاية في كل مكان— في الصف والمطبخ و السكن حتى ضاق علينا الملعبُ بما رحُبَ و ضاقت علينا أنفسُنا بما وسِعتْ – أنا كنت بدأت أبكي مع ابن خالي حينا و آخر في الأماكن المختبئة و أخيرا قرّرتُ أنا و هو أن لا نلبثَ بها إلا قليلا و نهرب يوما ما ـ

الیوم التالی كان يوما كنا مُتَصَدِّين له  إنه كان يوم الجمعة و قد ارتحل معظمُ الأساتذة و المراقبين الي وطنهم فأخذنا الفلوس و خرجنا بعد صلوة العصر من بوابة الجامعة تجاه مهوارا من غير إشعار أحدٍ- وما إن وصلنا نهر عامي حتى نظرنا إلى الوراء فوجدنا أن رجلاً يتبعنا وهو راكب على دراجة – فبدأنا نشعَر بالخوف وجعلنا نمشي بخطوات أسرعَ إلى مهوارا ولكن كيف يُمكن للمشاة أن ينافسوا دراجة، وصل إلينا الراكب بعد قليل و طالب منا التوقفَ ولكننا واصلنا المشي مشيةَ السِرحان – فنادانا من خلفنا بصوت أرفع فلم يبقَ لنا خيارٌ سوي التوقف- و لمَّا اقترب وجدنا أنه هو عبد العزیز طالب عربی دوم، فدار بيننا وبينه حوارٌ و صعُبَ علينا مواجهتُه و في النهاية نجح في إرضائنا فرجعْنا معه إلى الجامعة “خاسرين”ـ

فو الله ما كنتُ أدري كيف اطَلع الأخُ عبد العزيز على أمرنا، وما كنتُ أدري مَن أخبره بفرارنا- كنتُ أتفكر في هذاالأمر لفترة طويلة دون طائلٍ و سألتُه مرات ولكنه لم يُفدني شيئا- ولكن عندما كبرتُ وترقّيت إلى الفصول العليا ، تم الكشف عن الإجابة تلقائيًا- والجواب هو المحبة و الرفقة  والحنان و الوعي والمسؤلية للطلبة الكبيري السن تجاه الإخوة الصغيرة الجُدد في الجامعة في تلك الأيام- وبعد مُداولات كثيرة توصلت إلى استنتاجٍ يتضمّن أن أخانا الكبير عبد العزيز حفظه الله كان على علمٍ بوضعِنا جيدًا وكان يُراقبنا عن بعد منذ البداية- غير أننا فقدنا تلك الخصائلَ الحميدة بمرور الزمن وفقدنا مثل ذاك الإخلاص والمودة والمسؤلية في الجيل القادمة على مستوى الجميع لحد كبير – بعد ذلك أنا شَدَدتُ نفسي و اشتغلتُ في الدراسة ولحِقَني طلبةٌ أخرون الجددُ منهم و القدامى كانوا من جوارِ قريتي فأصبحوا أصدقائي ولم أرجعْ إلى الوطن حتى عطلة عيد الأضحى – و في تلك الفترة لحوالى شهرين تعودتُ على نظام الجامعة إلى حد ماـ  ومما أعجبني كان نظامُ المطبخ و قاعةِ الطعام- فإني لم أرَ هذا النوعَ من الإدارة حتى الآن ولم أجد هذا النوع من الإدارة في مدارس أخرى- فإن تجهيزَ المائدةِ للطلاب ، ووضع الأطباق ووضٍع جميع أصناف الطعام المتوفرة فيها ، وتقديمهم خدمات صرفِ الطعام أثناء الوجبات الثلاث —الإفطار والغداء والعشاء ، كان ذلك كله بأيدي الطلاب لاغيرُ، بدون أدنى تدخلٍ من أي مدرّس أو موظَّف للمطبخ- وهذا مع غاية الدقة والإهتمام وتتسيق وتنظيم و أسماها لا مثيل لها

لا نزال نتمتع حتى اليوم من ذكر تلك الأيام و نتذكر لحظات الفرح و الانبساط عندما كنا ننتظر نحن الطلاب رنينَ الجرس مرتبن و بالتالي خمس مرات- وبعض الأحيان أنا كنت أتسَلَّل إلى المطبخ و اتمتَّع من الطعام قبيل الوقت المحدد وذلك حين اشتد الجوعُ ـ

لقد حفظتُ الجزء الأخير من القرآن الكريم في ثلاثة شهور خوفا من عصا الاستاذ الغالب الذي كان يستخدمها كثيرا وبالأخص عند النسيان و الغياب من الفصل – كان استخدامُ العصا شائعًا جدًا في تلك الأيام وكان التركيز كله على ذكريات الدروس فقط و لم يُهتم بالنمو المعرفي للأطفال ـ

الرياضة مهمة جدا للنَشاط وصحة الطالب و هي تجعل الجسمَ قويا و صحيا بشكل دائم من خلال تنمية العضلات وتقويتها، تُعلِّم الطفلَ تنظيمَ أوقاته و تنظيمَ سلوكياته وتساهم في تقوية ذكرياته – وكان ملعبُ الجامعة وسيعَ المساحة وأكبرَ من كفاية لطلبة الجامعة – وكثيراما كنت أقرأ عن أهمية الرياضة في الكتب واستمع كلماتِ الترغيب من الأساتذة ولكن مع ذلك كله صَدِّقوني كنتُ أفر من الرياضة فرارالأسد، ما كنت أحب الرياضة على الإطلاق- لما كان الطلاب يلعبون كرة القدم في الملعب بعد العصر كنت أُفضِّل المشي على الأقدام بين الحقول الخضراء الرائعة واتمتع من وسعتها تحت السماء المفتوحة الزرقاء تُقدم مشهدا مبهرا للناظرين، وما كنت وحيدا في هذه الفكرة بل كان عددٌ من الطلاب وجميعُ الأساتذة يؤثِرون المشي أو القعود على الرياضة- من اسباب عدمِ الإعتناء بالرياضة يُمكنُ عدمُ تنظيم و تنسيق الرياضة من قبل الإدارة و قلة الاهتمام بهاـ

كانت هناك ثلاث مكتبات — مكتبة جمعية الطلبة و مكتبة المنظمة الطلابية الإسلامية (ايس آئي او) و المكتبة المركزية للجامعة- اكتسبتُ من مكتبة جمعية الطلبة كثيرا وهي كان يتم تنسيقُها بأيدي الطالب المنتخب كأمين المكتبة سنويا – وتُفتح المكتبة كل يوم الجمعة صباحا لفترة ساعة او ساعتين و يقوم أمينُ المكتبة و أعوانه بإصدار الكتب والصحف والمجلات للأسبوع القادم و جمعِ التي كانت مصدرةً الاسبوعَ الماضي- وليس من العَجب أن كانت المكتبةُ مليئةً من الكُتيبات و متنوعة المجلات والصحف في مجال شتَّى بما فيها سنوية و نصف سنوية و شهرية ونصف شهرية و أسبوعية، ملونة و غير ملونة، للأطفال و الكبار سويا ومعظمُها بالأردية- مجلات نور، بتول ،هلال ، أمنغ، الحسنات كانت مما أُفضل كثيرا وأتمتع بقراءتها- ‘ہنسنا منع ہے’ من مجلة هلال و ‘تاريخ کے جھروکے سے’ من مجلة النور و جمیع محتویات الکتیبات من القصص القصيرة  كانت هذه كلها من اهتماماتي لا أكاد افتقد قرائتَهاـ

عام ١٩٩٧ انضمت مكتبة جمعية الطلبه في مكتبة المنظمة الطلابية الإسلامية وأصبحت مكتبة واحدة تسمى مكتبة جمعية الطلبة ايس آئي أو وذلك بأمر وإرشاد مدير المدرسة مشتاق احمد الفلاحي وهي كانت خطوة جريئة مليئة بالحكمةـ

ويوم الجمعة كانت خاصة للطهارة و النظافة– نظافة السكن و الملابس والمراحيض، والطلاب كانوا يقومون بتنظيف الغرف والحجرات التابعة لهم في نوبتهم المحددة والمراقبون كانوا يُشرِفون على ذلك بكل الدقة والعناية- كان الأستاذ جهانگیر المظاهري رئيسا للمراقبين آنذاك وكان حريصا على إصلاحنا، شديدا في أمره و ملتزما بمبادئه الراسخه- و إنه قام بتأسيس ‘تحريك إصلاح العلماء والفضلاء و الأمراء و الدعاة ‘ – فبعد أن نخبره بانتهاء النظافة كان يأتي للفحص وعندما يرى أيَّ تراب على الجدار أو وسخٍ على الأرض يأمرنا بإستئناف تنظيف الغرفة كلها و ذلك أمر متعب للغاية- و لكن ليس لنا محيص عن ذلك- ذات يوم أنا نظّفتُ غرفتي و بلّغته عن ذلك فجاء الى غرفتي و ألقى نظرة طائرة في الجدار فوجد عنكبوتا يدب على الجدار فسألني ما هذا؟ قلت له هذا عنكبوت، فقال كيف نظفتَ و العنكبوت يمشي هنا و هناك، قلت هذا عنكبوت لا يجوز قتله فإن له دورا حاسما في تاريخ الإسلام، فضحك وطالب مني أن أُخبره ما هو الدور المهم للعنكبوت في التاريخ ، فقلت له إن العنكبوت مثّلَ دورامهما في الحفاظ على الرسول صلى الله عليه وسلم في الغار إذْ أنه نسَجَ شبكتَه على فم الغار لكى يَتْبَعّد عنه الكفار

ولكنه لم يأخذ بكلامي هذا جديرا بالإئتمان وقال جملة تاريخية “اقتلوا العنكبوت فإنه من مُوَسِّخين للدارـ”

و تلك الأيام تُذَكّرُني المقاساةَ كنا نعاني منها لأجل نقصِ البُنية التحتية ولكن تم حلُ المشكلة لما تغييرت الإدارة سنة ١٩٩٩ وتم توسيع السكن إلى حد كبيرـ

في الفصول الثانوية كنت مولَعا بالدراسة كلِّها و أفهمُ جميعَ الموضوعات الدراسية ما عدى موضوعَى العلومِ والرياضياتِ، كان موضوعا العلوم والرياضيات صعبًا جدًا بالنسبة لي

و بالإضافة على ذالك أنني لم أهتم بهذه الموضوعات إلى أدنى عناية- إذَنْ كنتُ لم أتمكّنْ من الحصول على علامات النجاح في هذَين الموضوعين إلا بشِقّ النفس- و لذلك طلبتُ من مدير الجامعة السَماح لي بإدخال الصف “عربي أول” بعد الفصل الثاني من الثانوية، وتمت الموافقة على طلبي وتم إضافتي إلى الصف عربي أول كترقية فخرية و لم أدرس الفصل الثالث من الثانوية (درجہ ہشتم) خوفا من  الرياضيات و العلوم و هي من الموضوعات لم أكن مهتما بها قط و لا تزال جافةً و صعبةً بالنسبة لي حتى اليوم ـ

لما دخلت عربي أول  تم اللقاء و الإحتكاك بطلاب الفصول العلياو بالذين قدِموا من مكان شتى من البلاد خاصة من كشمير و نیبال- و معظمهم كانوا أكبر مني سنا و أطول جسامةـ

أتذكر قصةً ممتعةً من تلك الأيام لمَّا كنت طالبا في عربي أول – كنتُ موجودا في الصف فجاء أحدُ زملائي و أراد أن يهازلَ معي فأخذ قلنسوتي عن رأسي ووضعها على رأسه على سبيل المِزاح، وهذا أمرٌ أثار استيائي. فإنه كان أطول مني بكثير وهو كان من كشمير قوي الجثة طويل القامة،  شعرتُ بالضيق ، و لم أفهم ماذا أفعل به، وهو يمشي قُدامي كذا و كذا و يضحك ويبيتسم، كنت أرفع يدِيَ إلى رأسه و لكني فشلت، لم تستطع يدي الوصول إلى رأسه ـ

كانت حالةُ غضبي مثلَ أسدٍ وقعَ في شبكة الصيادين التي أوثقوها بحبل متينٍ ويحاول قصارى جهده للتخلص منها ولكنه يفشل كل مرةـ بدأ زميلي يُزعجني كثيرًا ، و هو كان يضحك على فقرتي ، فجأة أنا وليت ظهري فوجدتُ ورائي ممسحةَ اللوح مطروحةً في ناحیة من الفصل فأخذتها وضربته بها فأُصيب برأسه وبدأ ينزف وأنا هربت من هناك فطاردني هو بشدة و لكنه لم يتمكن من القبض، وأخيراً لجَأتُ إلى طالب كبير فأنقذني منه ـ

رحم الله الدكتور عبد الباقي من قرية شوكونيا ، إنه كان طبيبا حاذقا و جاهزا كل حين في العلاج لمّا مرضَ طالبٌ بالجامعة، إنه لم يَسمعْ إصابةَ أو مرض أي طالب إلا وهو يأتي الجامعة بالفور و يؤدى الدواء والحقنة و يعالجه ويتابعه حتى استشفى وهو كان يُقدِّم الخدمة الطبية للطلاب خالصة لله مجانا أو برسوم تافهةـ

كان بعض الأساتذة يُتيحون الفرصَ بعد الدراسة للنقاش والحوار لعشر دقائق حول دراسة اليوم نفسه، فذات يوم كنا نتحادث و نتحاور حول موضوع معركةِ الآراء ونختلف نحن الطلاب بعضُنا من بعض و كل واحد منا يأتي بالحجج و البراهين المتنوعة لإثبات دعاويه، وكان الأستاذ يراقب ساكتا في الفصل، وبعد قليل انتقل هذا الحوار من مناقشة صحية إلى الجدال الدامغ الحامس الفاضح، ولما حمِىَ الوطيسُ وبلغ السيلُ الزُبَى لم يبقَ للمدرس خيارٌ سوى أن يتدخل، فرفع صوتَه و خاطبَنا و نصح لنا أهمية المناقشة الصحية و لما رأى جدالَنا لم يَتَسَكَّنْ أشار علينا بقراءة كتاب و نصح لنا ان نقرأ كتابا اسمه ” کس کی چلے” مؤلفه السيد إنعام الرحمن فانتَصَرَ الصمتُ علي كل واحد منا في الفصل، و هذا ليس لأول مرة إذ أنه تكلم عن هذا الكتاب بل نصحَ لنا مرتين من قبلُ وحثَّ على قرائتهاـ  فأنا عزمت أن أبْحثنَّ عن ذاك الكتاب و أقرأنَّه، فرُحتُ إلى المكتبة و بحثتُ عنه فعثرتُ عليه بعد جهد قليل من البحث، فسررتُ أشدَّ الفرح و كنتُ أظنُّ أن ذلك الكتاب مليئٌ بالحِكَم و طُرُق الاستدلال و سُبُل إقناع الغير و إرضائه و كذا و كذا، ولكن من استعجابي خلّصْت قرائته في جلسة واحدة و لم أجد أيا من الأمور المذكورة،  فوالله مرة كنت أضحك و أخرى أمدح الأستاذ لمِزاحه المَرِحة و أيقنت أنه أستاذ بحق مما لا مرية فيه، في الواقع إن الكتاب مملؤ بالآيات القرآنية والدلائل الشرعية على أن العالَم خلقه الله جل و علا، و هو الذي خلق الإنسانَ و علمه البيانَ و خلق البحر والسماوات و الأنهار والأرض  والجبال والجِنان، وهو الوحيد الذي بعث الأنبياء والرسل بالحكمة والموعظة الحسنة لكى يَهتدىَ الإنسانُ فكيف ينبغي للإنسان أن يخضعَ الإنسانَ و يدُسَّه تحت الأقدام ، و بالأخير نجح المؤلف في البلاغ بقلب القاري بأن الله هو الواحد القهار و هو العزيز الجبار المطاع في جميع أوامره و نواهيه وبإنه ’فوق كل ذي علم عليم، ( تو کس کی چلے؟ اللہ کی چلے-)

كانت من أهم ميزات الجامعة وطبيعتها أن دراسة الفن كان أوسع و اكثر اهتماما من دراسة الكتب مع إعطاء كل طالب حرية التعبير وحرية التفكير و المناقشه في الفصول إلى حد كبير وأيضا يتم اهتمامٌ خاص بتربية الطلاب و عنايةٌ بتوسيع الذكاء  بعيدا عن خصومات المسالك والمشارب الفقهية و الأساتذة معظمهم عدول و مخلصون وذي مهارة في العلوم والدراسات المعنية بهم ـ

أنا أشعر بأشد الافتخار بكوني طالبا في الجامعة وإنتمائي اليها حيث شربتُ أحْلى وأصفى مياه الحياة و عرفت غايةَ حياتي و اغْتَذَيتُ من رحيقها و حصلت على العلوم العصرية مع الدينية التي هي زادُ سفري و متاعُ حياتي في الدنيا و للآخرة ولذلك قلبي مليئ بالشكر و الإمتنان لله وجل و علا ومندفقٌ عاطفِي و فؤادي بالمنة والكرامة تجاه مربينا العظام الأحياء منهم و المتوفين و تَهْفو قلوبنا إلى الجامعة فإنه صدق من قال،  “فوالله ما أدري وإني لصادق- أداء عراني من حبابك أم سحر“ـ

1 Comment

Submit a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *